نص السؤال ما الحكمة من مشروعية الصيام ؟ وكم صام النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وأيضًا ما معنى : « أفطر الحاجم والمحجوم »
نص الإجابة الحمد لله : الصيام فيه حكم عظيمة منها ما ذكره الله في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: : 183] فبيّن سبحانه وتعالى أن الصيام سبب لحصول التقوى ، والتقوى مزية عظيمة وهي جماع الخير ، فالصائم يكتسب التقوى والصيام يجلب التقوى للعبد ؛ لأنه إذا صام فإنه يتربى على العبادة ويتروض على المشقة وعلى ترك المألوف وعلى ترك الشهوات وينتصر على نفسه الأمّارة بالسوء ويبتعد عن الشيطان ، وبهذا تحصل له التقوى وهي فعل أوامر الله عز وجل وترك نواهيه طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه ، فهذا من أعظم المزايا أن الصيام يسبب للعبد تقوى الله سبحانه وتعالى والتقوى هي جماع الخير ، وهي رأس البر وهي التي علَّق الله عليها خيرات كثيرة وكرر الأمر بها في كتابه وأثنى على أهلها ووعد عليها بالخير الكثير وأخبر أنه يحب المتقين ، ومن فوائد الصيام أنه يربي الإنسان على ترك مألوفه تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا يقول الله جلّ وعلا في الحديث القدسي: « الصوم لي وأنا أجزي به ، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي » [رواه الإمام البخاري في صحيحه ج2 ص226. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه ، " فهذا فيه امتحان للصائم في أنه ترك شهوته وملذاته ومحبوباته تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى وآثر ما يحبه الله على ما تحبه نفسه ، وهذا أبلغ أنواع التعبد وهذا من أعظم فوائد الصيام ، وكذلك الصيام يعوِّد الإنسان على الإحسان وعلى الشفقة على المحاويج والفقراء ؛ لأنه إذا ذاق طعم الجوع فإن ذلك يرقق قلبه ويلين شعوره لإخوانه المحتاجين ، والصيام فرض في السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات ؛ لأنه عاش في المدينة عشر سنوات والصيام فُرض في السنة الثانية منها فيكون عليه الصلاة والسلام قد صام تسع رمضانات ، وأمّا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: « أفطر الحاجم والمحجوم » [رواه الإمام أحمد في مسنده ج2 ص364. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ورواه الترمذي في سننه ج3 ص118. من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه] فمعناه أنه يفسد صيام الحاجم : وهو الذي يسحب الدم بالقرن ، والمحجوم : هو الذي يُسحب منه الدم فالاثنان أفطرا أما إفطار المحجوم فلخروج الدم الكثير منه وذلك مما يضعفه عن الصيام ، وأما إفطار الحاجم فلأنه مظنة أن يتطاير إلى حلقه شيء من الدم والمظنة تنـزل منـزلة الحقيقة فأفطر من أجل ذلك وسدًا للذريعة ، وحديث: « صوموا تصحوا » [انظر المقاصد الحسنة ص381، وتمييز الخبيث من الطيب ص88، وأسنى المطالب ص167، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج3 ص179. وذكره غيرهم]. يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بعض كتب السنة وإن لم يكن سنده بالقوي ومعناه صحيح ؛ لأن الصيام فيه صحة للبدن ؛ لأنه يمنع الأخلاط التي تسبب الأمراض ، وهذا المعنى يشهد به علماء الطب والتجربة الأكبر برهان .