طريقة جديدة لتأخير تطور مرض التصلب العصبي المتعدد
في المختبر قام العلماء ببعض التجارب، التي أدت إلى تحسين الأعراض في المرحلة المزمنة من مرض التصلب العصبي المتعدد، مع تشجيع إصلاح الأنسجة العصبية، والتحدي الآن هو كيفية دفع البحث للأمام لتجربته على البشر .
طريقة جديدة لتأخير تطور مرض التصلب العصبي المتعدد
التصلب المتعدد هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم وتدمر بنية تعرف باسم ” غمد المايلين “، الذي لا غنى عن تكامله مع الدماغ والحبل الشوكي لكي يعملوا بشكل صحيح، ويعتمد العلاج الحالي لمرض التصلب المتعدد على تعديل نشاط الجهاز المناعي، أو منع خلاياه من الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي وإلحاق الضرر به، وهذه العلاجات فعالة في المراحل الأولى من المرض، لكنها لا تمنع تقدمه والتدهور الوظيفي التدريجي الذي يصل إليه .
وفي خلال المراحل التدريجية من تطور مرض التصلب العصبي المتعدد، فإن الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ تكون هي السبب الرئيسي للالتهاب المزمن، المسئول عن التدهور العصبي، لأن هذه الخلايا الدبقية الصغيرة تكون بمثابة حراس للدماغ، حيث تتفاعل عندما تواجه أي ضرر أو عدوى فيها، وهذا التفاعل الذي يعد مفيد من حيث المبدأ، يصبح ضارا عندما يطيل مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى التهاب مزمن، ويؤدي إلى تفاقم مرض التصلب العصبي المتعدد ويشجع على تقدمه .
حول الدراسة الجديدة
في الدراسة الجديدة التي تم نشرها أول أمس الموافق 20 من يوليو الجاري، قام العلماء فيها تحديد مستقبل يعرف بـ P2X4، وهذا المستقبل موجود في الخلايا الدبقية، مما يزيد من إمكاناتها المضادة للالتهاب من أجل تقليل الضرر في التصلب المتعدد، وقبل كل شيء يقوم بتشجيع ردود الإصلاح الخاصة بالجسم .
وقد تم إجراء هذا التطور التجريبي باستخدام نماذج حيوانية تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد، وبفضل ذلك كان من الممكن اكتشاف أن الأدوية التي تنشط هذا المستقبل، تحسن الأعراض خلال المرحلة المزمنة من المرض، وذلك من خلال تعزيز إصلاح الأنسجة العصبية .
تصريحات الباحثون في الدراسة
كما أوضحت الدكتورة ماريا دوميرش من قسم العلوم العصبية في جامعة UPV / EHU، والتي تعمل في مركز ACHUCARRO للبحوث في Leioa ( إقليم الباسك )، تقول : ” نشهد اكتشافا يفتح قناة جديدة للتطور الدوائي، لمعالجة المرحلة التقدمية لمرض التصلب العصبي المتعدد، ومعها نريد فتح باب جديد لتحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض المزعج ” .
جدير بالذكر أنه قد تم تطوير هذه الدراسة الطموحة من قبل مجموعة بحثية دولية منسقة من مجتمع Basque Autonomous Community، وبالتحديد من Leioa، مع موظفين أبحاث من مركز ACHUCARRO للأبحاث، UPV / EHU ciberNed و CICbiomaGUNE، بالتعاون مع المساهمة الفنية للمتخصصين من جامعة هامبورغ في ألمانيا، و Institut de Génomique Fonctionnelle في مونبيلييه في فرنسا .
جامعة إقليم الباسك ” University of the Basque Country “
جامعة إقليم الباسك UPV / EHU هي الجامعة التي قام باحثوها بهذه الدراسة الفريدة من نوعها، وهي الجامعة العامة لمجتمع الباسك المستقل، في البداية كانت مكونة من كلية العلوم الاقتصادية والتجارية في Sarriko، ثم كلية الطب، ثم العلوم، وفي أعقاب قانون التعليم العام عام 1970 انضمت المدرسة البحرية، ثم مدرسة الدراسات التجارية في بلباو، والمدارس الفنية للمهندسين، حتى نمت في مجمع مؤلف من ثلاثين مركزا في الوقت الحاضر .
ولدى هذه الجامعة حرم جامعي على المقاطعات الثلاث في مجتمع الحكم الذاتي : الحرم الجامعي بسكاي ( في ليوا، بلباو، بورتغالتي وباراكالدو )، حرم جيبوزكوا ( في سان سيباستيان وإيبار )، وحرم ألافا في فيتوريا غاستيز، وتبرز هذه المؤسسة باعتبارها مؤسسة الأبحاث الرئيسية في بلاد الباسك، حيث تقوم بتنفيذ 90 % من الأبحاث الأساسية في هذا الإقليم، والاستفادة من البيئة الصناعية الجيدة في المنطقة .