سرطان الأمعاء الغليظة
سرطان الأمعاء الغليظة هو السرطان الذي ينشأ في الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، أي القولون (Colon) والمستقيم (Rectum)، لذا يُسمى أيضاً بسرطان القولون والمستقيم (Colorectal Cancer). سرطان الأمعاء الغليظة هو ثالث أنواع السرطان في العالم ويُصيب كبار السن، كما أنه السبب الثالث للموت من السرطان. قد يؤدي لأعراض كألم البطن، انسداد الأمعاء أو الدم في البراز ويؤدي لمضاعفات اذا ما انتشر الى الأعضاء المجاورة. سرطان الأمعاء الغليظة يستطيع الانتشار الى أعضاء بعيدة كالكبد. توجد عدة امكانيات علاج لسرطان الأمعاء الغليظة كالمعالجة الجراحية، العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي، ويُمكن شفاء سرطان الأمعاء الغليظة بعد العلاج. نظراً لأن سرطان الأمعاء الغليظة هو حالة شائعة، ويُمكن علاجه لذلك فانه من المهم تحري سرطان الأمعاء الغليظة وذلك لعلاجه في مراحله المبكرة والشفاء منه.
يُصيب سرطان الأمعاء الغليظة حوالي 5-6% من الأشخاص، أي شخص من كل عشرين. يُصيب سرطان الأمعاء الغليظة كبار السن في معظم الحالات، أي بعد سن الخمسين.
الأمعاء الغليظة
الأمعاء الغليظة هي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وتبدأ بعد انتهاء الأمعاء الدقيقة وتمتد حتى فتحة الشرج. تقع الأمعاء الغليظة في البطن وتأخذ شكلاً مربعاً حيث أنها تُحيط الأمعاء الدقيقة وتكون في محيط البطن. تتكون الأمعاء الغليظة من عدة أجزاء حيث تبدأ الأمعاء الغليظة بالمعي الأعور (Cecum)، وهو الجزء الأول ويقع في البطن السفلى الأيمن. من ثم القولون الصاعد في الجهة اليُمنى من البطن، ومن ثم القولون المُستعرض الموجود في أعلى البطن ويمر للجهة اليسرى من البطن ليتحول للقولون النازل. يتقدم القولون النازل، ليصل الى المستقيم (Rectum) وهو اخر أجزاء القولون ويتصل بالشرج (Anus).
يُبطن القولون والمستقيم بغشاء مخاطي. توجد شرايين عديدة تسقي الأمعاء الغليظة. الأوعية اللمفاوية تنصب في العقد اللمفاوية الموجودة في الحوض والبطن حول الأمعاء الغليظة.
أسباب وعوامل خطورة سرطان الأمعاء الغليظة
العديد من العوامل البيئية والوراثية قد تزيد من خطورة سرطان الأمعاء الغليظة، كما أن أمراض عديدة قد تزيد من احتمال الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة. أهم العوامل هي:
السن: يُصيب سرطان الأمعاء الغليظة كبار السن خاصةً بعد سن الخمسين، ومن النادر أن يحدث قبل ذلك، الا في حالات مُعينة حيث توجد أمراض وراثية.
التاريخ العائلي: اصابة أقرباء في العائلة بسرطان الأمعاء الغليظة، خاصةً أقرباء الدرجة الأولى (أي الوالدين والاخوة والاخوات)، يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة. كما أن اصابة أحد أقرباء العائلة بسرطان الأمعاء الغليظة قبل سن ال 55 يزيد أكثر من خطورة الاصابة به.
سرطان الأمعاء الغليظة في السابق يزيد من احتمال الاصابة به مرة أخرى.
وجود السلائل (Polyps) في الأمعاء: السلائل هي أورام حميدة تنمو من نسيج الغشاء المخاطي بشكل غير طبيعي، وتتخذ شكلاً كروياً وتبرز لداخل جوف الأمعاء. بعض السلائل تزيد من احتمال الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة اذا ما وجدت، لكن الأمر يتعلق بنوعها، عددها وحجمها. كما أنه نجد السلائل لدى مرضى سرطان الأمعاء الغليظة عند التشخيص.
التدخين.
التغذية: ان التغذية الغنية بالدهنيات، الطعام المُعلب واللحم الأحمر تزيد من خطورة الاصابة بسرطان الأمعاء الغليظة. في حين أن الخضار والفواكه تقي من سرطان الأمعاء الغليظة.
السُمنة.
قلة النشاط البدني.
الأشعة.
داء الأمعاء الالتهابي (IBD- Inflammatory Bowel Disease) يزيد من خطورة سرطان الأمعاء الغليظة وخاصةً التهاب القولون التقرحي (UC- Ulcerative Colitis).
أمراض وراثية: توجد أمراض وراثية تؤدي لسرطان الأمعاء الغليظة، أهمها:
داء السلائل القولوني (FAP- Familial adenomatous polyposis) وهو مرض وراثي يؤدي لوجود مئات والاف السلائل في القولون، حيث أن المرضى يصابون بسرطان الأمعاء الغليظة دائماً عند سن الأربعين. في جميع الحالات يوجد تاريخ عائلي يُشير للمرض، لذا من المهم متابعة هذه الحالات منذ الصغر واستئصال القولون لتجنب سرطان القولون.
متلازمة لينش (HNPCC/ Lynch Syndrome): مرض وراثي اخر يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الامعاء الغليظة. رغم أنه أكثر شيوعاً من داء السلائل القولوني، الا أنه لا يزال نادراً بين الأشخاص. يُصيب سرطان الأمعاء الغليظة مرضى متلازمة لينش بعد سن الخمسين أو أصغر من ذلك. بالاضافة الى سرطان الأمعاء الغليظة، فان المتلازمة تزيد من خطورة الاصابة بأنواع أخرى من السرطان كسرطان الرحم، المبيض، الكلى، والمثانة.
رغم جميع هذه العوامل، توجد عوامل قد تقي من سرطان الأمعاء الغليظة أهمها تناول الأسبيرين (Aspirin)، والأدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDS- non steroidal anti inflammatory drugs)، والكالسيوم.
أعراض سرطان الأمعاء الغليظة
يكون سرطان الأمعاء الغليظة عديم الأعراض، خاصةً في المراحل المبكرة منه. رغم ذلك فانه يؤدي لأعراض وعلامات عديدة وذلك نتيجة بروزه الى جوف الأمعاء الغليظة أو نحو جدار الأمعاء الغليظة. تتغير أعراض سرطان الأمعاء الغليظة وفقاً لموقعه، في الجانب الأيمن، الأيسر أو المستقيم.
يؤدي سرطان الأمعاء الغليظة للأعراض التالية:
ألم البطن: وتتغير طبيعة ألم البطن حيث قد يكون ألماً حاداً، الا أنه غالباً ما يكون ألماً مزمناً ومتقلب وتتغير شدته.
تغيير حركة الأمعاء حيث قد يكون الاسهال أو الامساك.
فقدان الشهية.
فقدان الوزن.
الدم في البراز: اذا ما نزف الورم داخل الأمعاء الغليظة، فانه يؤدي لوجود الدم في البراز. يتخذ الدم في البراز عدة أشكال:
الدم الخفي والذي لا يُمكن رؤيته بالعين المجردة، لذا يُكتشف فقط خلال اختبار الدم في البراز. يؤدي الأمر الى فقر الدم.
الدم الأحمر البارز والذي يُمكن رؤيته بالعين المجردة في المرحاض.
قد يصبغ الدم البراز ويُصبح البراز أسود اللون وذو رائحة كريهة.
التعب والارهاق.
تغير شكل البراز حيث يظهر البراز دقيقاً كأقلام الرصاص.
· الزحير (Tenesmus): أي الشعور بالحاجة الى قضاء الحاجة الفوري، ورغم ذلك فان البراز لا يخرج.
انسداد الأمعاء.
ثقب الأمعاء.
الناسور (Fistula): الناسور هو فتحة أو مسلك يصل بين عضو واخر، كالأمعاء ببعضها أو الأمعاء بالمثانة.
انتشار سرطان الأمعاء الغليظة
سرطان الأمعاء الغليظة مرض خبيث ولديه القدرة على الانتشار من الأمعاء الغليظة الى أعضاء اخرى. ينتشر سرطان الأمعاء الغليظة عبر الأوعية اللمفاوية والأوعية الدموية، حيث ان الخلايا السرطانية تنتقل من خلال الأوعية لتصل الى أعضاء اخرى. تُسمى الخلايا التي تنتقل بالنقائل (Metastases). أهم الأعضاء التي تنتشر اليها نقائل سرطان الأمعاء الغليظة هي:
العقد اللمفاوية (Lymph Nodes) الموجودة حول الأمعاء الغليظة وفي الحوض والبطن. لا يؤدي الأمر الى اعراض، الا أن الأمر له أهمية في تصنيف مراحل سرطان الأمعاء الغليظة.
الكبد: عند انتشار سرطان الثدي للكبد فانه يؤدي لأعراض تتعلق بالكبد، كألم البطن الأيمن العلوي، تضخم الكبد، الاستسقاء، اليرقان وأخرى.
العظام: والعظام أيضاً عرضة للاصابة بنقائل سرطان الثدي. وقد تُصاب العظام الطويلة أو الفقرات ويؤدي الى ألم في العظام أو في الظهر، أو لكسور.
الرئتين: مما يؤدي للسعال، ضيق النفس وأعراض اخرى.
تشخيص سرطان الأمعاء الغليظة
اذا شكا أحدهم من الأعراض أعلاه، عليه التوجه للطبيب. قد يقوم الطبيب بالسؤال عن أعراض وعوامل خطورة سرطان الأمعاء الغليظة، ويراجع التاريخ المرضي والعائلي. اذا ما شك الطبيب بوجود أعراض وعلامات ملائمة لسرطان الأمعاء الغليظة فانه يحتاج لاجراء اختبارات لتشخيص الحالة. لتشخيص سرطان الأمعاء الغليظة، توجد حاجة لاختبارات تصويرية لرؤية الورم السرطاني داخل الأمعاء، وكذلك استخراج عينة من الورم. بالاضافة الى ذلك، فان العديد من حالات سرطان الأمعاء الغليظة يتم اكتشافها خلال تحري سرطان الأمعاء الغليظة، حتى لو كان سرطان الأمعاء الغليظة عديم الأعراض.
تُستخدم اختبارات عديدة في حال سرطان الأمعاء الغليظة، وهدفها التشخيص، تصنيف مراحل سرطان الأمعاء الغليظة، تقدير انتشار سرطان الأمعاء الغليظة ومتابعة الحالة. أهم الاختبارات هي:
اختبارات الدم: لا تُستخدم لتشخيص سرطان الأمعاء الغليظة انما لتشخيص بعض المضاعفات:
تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count) والذي يُستخدم لاكتشاف فقر الدم.
اختبار انزيمات الكبد، وقد تكون الانزيمات مرتفعة اذا ما انتشر الورم للكبد.
المؤشرات السرطانية في الدم: المؤشرات السرطانية هي مواد تُفرزها انواع السرطان المختلفة. في حال سرطان الأمعاء الغليظة، فان الورم يُفرز المؤشر CEA والذي يرتفع في الدم. أمراض وأنواع سرطان أخرى تؤدي لارتفاع المؤشر CEA. لذا فانه يُستخدم لمتابعة حالات سرطان الأمعاء الغليظة بعد العلاج وليس للتشخيص.
· اختبار الدم الخفي في البراز: الاختبار هو فحص لوجود دم في البراز، الغير ظاهر للعين، بعد أن يُعطي المريض عينة من البراز.
· تنظير القولون (Colonoscopy): يتم خلاله ادخال أنبوب طويل من فتحة الشرج الى القولون. في طرف الأنبوب توجد كاميرا تتصل بشاشة ويمكن للطبيب أن يشاهد جوف القولون. يُستعمل الجهاز لرؤية جوف الأمعاء الغليظة ولتشخيص سرطان الأمعاء الغليظة، حيث يكون ورماً ظاهراً للعين. كما يمكن خلال الاختبار استخراج عينة. بالاضافة الى التشخيص فان تنظير القولون يُساعد في حالات معينة لعلاج السلائل.
· الخزعة (Biopsy): يُجرى هذا الاختبار خلال تنظير القولون، والخزعة هو استخراج عينة من الورم السرطاني في الامعاء، ومن ثم فحصها تحت المجهر في المختبر. يُعتبر الاختبار الأفضل والأكثر نوعية ودقة لتشخيص سرطان الأمعاء الغليظة. لا يمكن تشخيص داء الأمعاء الالتهابي دون عينة.
· حقنة الباريوم (Barium Enema): الباريوم هي مادة تظهر بيضاء اللون عند تصويرها بالأشعة. يتم حقن الباريوم للشرج ويمتد الباريوم في كل القولون. من ثم يتم تصوير البطن بالأشعة، وعندها يمكن رؤية القولون الممتلئ بالباريوم الأبيض اللون. اذا ما كانت هناك تغييرات نتيجة سرطان الأمعاء الغليظة أو تضيقات أو توسع للقولون، يمكن ملاحظتها.
· التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): يُستخدم التصوير الطبقي المحوسب لتشخيص سرطان الأمعاء الغليظة وملاحظة انتشاره بالنقائل الى الكبد، الدماغ أو الرئتين.
· التصوير بالأشعة السينية للصدر (CXR- Chest X Ray): والهدف من هذا الاختبار هو اكتشاف انتشار سرطان الثدي الى الرئتين.
لكي يتم تشخيص سرطان الأمعاء الغليظة، هناك حاجة لعينة بالاضافة الى اثبات بالاختبارات التصويرية بوجود سرطان الأمعاء الغليظة.
تصنيف مراحل سرطان الأمعاء الغليظة
بعد التشخيص، توجد أهمية لتصنيف مرحلة سرطان الأمعاء الغليظة، ويعني الأمر معرفة المرحلة التي يوجد فيها سرطان الأمعاء الغليظة. تكمن الأهمية في تغيير العلاج، حيث أن العلاج يتغير وفقاً لمرحلة سرطان الأمعاء الغليظة. يُستخدم الاختبارات اعلاه، العينة والاختبارات التصويرية، لتصنيف مراحل سرطان الامعاء الغليظة. يتم التصنيف تبعاً للمعايير التالية:
· عمق اختراق الورم السرطاني لجدار الأمعاء الغليظة، وهو أمر يُمكن ملاحظته خلال فحص العينة في المختبر.
· انتشار سرطان الأمعاء الغليظة الى العقد اللمفاوية، ويُمكن اكتشاف الأمر بالاختبارات التصويرية أو خلال العملية الجراحية.
· انتشار سرطان الأمعاء الغليظة الى أعضاء اخرى حسب الاختبارات التصويرية.
يتم تصنيف سرطان الأمعاء الغليظة الى أربعة مراحل، حيث في المرحلة الأولى يكون الورم محدوداً في الأمعاء ولا يخترق الجدار، وفي المرحلة الرابعة يكون قد انتشر بالنقائل الى أعضاء أخرى.
ان المراحل الأولى حتى الثالثة هي الحالات الموضعية لسرطان الأمعاء الغليظة، والمرحلة الرابعة هي سرطان الأمعاء الغليظة المُنتشر.
علاج سرطان الأمعاء الغليظة
يشمل علاج سرطان الأمعاء الغليظة عدة امكانيات وهي:
· المعالجة الجراحية.
· العلاج الكيميائي.
· العلاج بالأشعة، والذي لا يُستخدم كثيراً.
يختلف العلاج وفقاً لمرحلة سرطان الأمعاء الغليظة، ويجب على الطبيب اختيار العلاج المناسب للمريض. من المهم الأخذ بالحسبان أمور اخرى كعمر المريض، أمراض أخرى، والقدرة على تحمل الأعراض الجانبية.
لعلاج المرجلة الرابعة فان العلاج يكون بالعلاج الكيميائي فقط، دون الجراحة.
المعالجة الجراحية
غالباً ما يبدا علاج سرطان الأمعاء الغليظة بالمعالجة الجراحية، وهدفها استئصال مقطع القولون الذي يحوي الورم السرطاني وأنسجة أخرى من حوله. جميع العمليات تتم بعد التخدير الكلي وتوجد أنواع عديدة من العمليات التي يُمكن أن يُجريها الجراح، حيث يختلف اختيار الجراح وفقاً لموقع سرطان الأمعاء الغليظة واختراقه للجدار.
تُجرى العمليات الجراحية لاستئصال القولون او المستقيم لعلاج سرطان الأمعاء الغليظة من المراحل الأولى حتى الثالثة.. قد يحتاج الجراح الى استئصال جزء من القولون أو أكمله. غالباً ما يتم وصل الأطراف المتبقية ببعضها بعد الاستئصال، الا ان الأمر قد لا يتم وعندها يُجرى ما يُسمى بفغر القولون (Colostomy).
فغر القولون (Colostomy) هو اجراء يتم فيه اخراج طرف الأمعاء الغليظة الى فتحة في الجلد، ومن ثم ايصاله بكيس يتجمع فيه البراز. يُجرى فغر القولون لتقليل احتمال العدوى في القولون. يكون فغر القولون حلاً مؤقتاً، ويمر المريض بعملية أخرى بعد عدة أشهر لوصل أطراف القولون ببعضها.
خلال العملية الجراحية يتم استخراج العقد اللمفاوية وفحصها لوجود سرطان فيها.
العمليات التي قد تُجرى في المرحلة الرابعة من سرطان الأمعاء الغليظة هي العمليات لاستئصال النقائل من الأعضاء المصابة بها، كالكبد، الرئتين والدماغ.
بما ان العمليات الجراحية تُجرى في منطقة أسفل البطن والحوض، قد تظهر أعراض جانبية وتشمل:
· النزيف الداخلي.
· العدوى داخل الأمعاء.
· التهاب الجرح الجراحي واحمراره وخروج افرازات منه.
· احتباس البول (Urinary Retention): وهو شائع نسبياً ويكون نتيجة للألم بعد العملية، الا أنه يزول خلال عدة أيام.
· سلس البراز: نتيجة لضر للمصرة الشرجية الداخلية.
· ضرر للأعصاب مما قد يؤدي لضعف الانتصاب وفقان الشهوة الجنسية.
تبرز هذه الأعراض الجانبية خاصةً عند استئصال المستقيم، لكن حالياً عمليات جراحية موضعية تقوم بالعلاج وتؤدي لأقل أعراض جانبية مما كان في السابق.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.
يتم استخدام العلاج الكيمائي في سرطان الأمعاء الغليظة في الحالات التالية:
· علاج اضافي بعد المعالجة الجراحية لمرضى المرحلة الثالثة، وبعض مرضى المرحلة الثانية.
· علاج المرحلة الرابعة.
· علاج سابق للمعالجة الجراحية في حالات مُعينة من سرطان المستقيم.
أهم الأدوية التي يتم استخدامها هي:
· مجموعة الفولفوكس (Folfox): وتشمل ثلاثة أدوية- 5-FU، Leucovorine ، Oxaliplatine.
· مجوعة الفولفيري (Folfiri): وهي أقل استعمالاً وتشمل- 5-FU، Leucovorine، Irrinoticane.
· الأدوية المضادة لنمو الأوعية الدموية: وهي أدوية تمنع من نمو الأوعية الدموية في الورم السرطاني وبذلك تؤدي الى موت الخلايا السرطانية، أهمها (Bevasizumab (Avastin.
· أدوية تعمل كمضادات نوعية للخلايا السرطانية وتوقف تكاثرها وتؤدي الى تراجع الورم: Cetuximab (Erbitux).
قد تؤدي أدوية العلاج الكيميائي الى أعراض جانبية كتساقط الشعر، تعب، ارهاق، الغثيان والقيء، فقر الدم، قلة كريات الدم البيض مما يزيد من احتمال العدوى، وقلة صفائح الدم مما يزيد من احتمال النزيف، والاخدرار والنخز في الأطراف لأن العلاج الكيميائي قد يضر الأعصاب.
العلاج بالأشعة
العلاج بالأشعة يعني توجيه أشعة سينية (X- Ray) عالية الطاقة الى العضو المصاب بالسرطان. يؤدي الأمر الى ضرر للخلايا السرطانية، وبذلك يُسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار. غالباً ما يتم العلاج بالأشعة عند استلقاء المريض ومن ثم توجه الأشعة، من جهاز خاص، للعضو المُصاب. يتم العلاج بالأشعة 5-6 أيام في الأسبوع، ولمدة 5-6 أسابيع في أغلب الحالات.
لا يُستخدم العلاج بالأشعة لعلاج سرطان القولون، انما يُستخدم لعلاج سرطان المستقيم فقط. يتم استخدام العلاج بالأشعة كعلاج سابق، أو اضافي للمعالجة الجراحية في حال سرطان المستقيم من المرحلة الثانية والثالثة، وذلك لتقليص الورم والقضاء على الورم السرطاني. غالباً ما يكون العلاج السابق للجراحة، علاجاً مُشتركاً بالاشعة والكيميائي أيضاً.
قد يؤدي العلاج بالأشعة الى أعراض جانبية كالتهاب الأمعاء الدقيقة، التهاب المستقيم، تضيق الأمعاء الدقيقة، نزيف داخلي في البطن، وثقب الأمعاء. جميع هذه الأعراض قد تكون خطرة، لذا تُستخدم الأشعة لعلاج أورام تبعد عن الأمعاء الدقيقة.
العلاج التلطيفي
العلاج التلطيفي هو مجموعة من امكانيات العلاج التي يتم استخدامها عند وجود سرطان الأمعاء الغليظة في المراحل الرابعة والتي لا يُمكن علاجها. الهدف هو تلطيف الألم والأعراض، وتوفير حياة مناسبة للمريض.
· استئصال النقائل: اذا ما وجد عدد قليل من النقائل، يُمكن استئصالها من العضو المصاب بها. من المتبع حالياً استئصال النقائل في الكبد، والأمر يوفر عدة سنين من الحياة للمرضى. يُمكن أحياناً استئصال النقائل في الدماغ أو الرئتين.
· ادخال دعامة الى الأمعاء المتضيقة وذلك لتوسيعها. يُمكن ادخال الدعامة خلال تنظير القولون.
· العلاج بالليزر يُسكن الألم.
· العلاج بالأشعة الموضعية لتقليص الورم وأعراضه.
· نقائل العظام: تؤدي نقائل العظام الى ألم في العظام وكسور في موقعها. يُمكن علاج نقائل العظام بالأشعة أو العلاج الكيميائي وذلك لتلطيف أعراضها والألم، أو العلاج بأدوية البيسفوسفانات (Bisphosphanate) والتي تُخفف من ألم العظام ومن احتمال الكسر.
· من المهم أيضاً العلاج بأدوية مسكنة للألم لأن المرضى في هذه المراحل يشكون من ألم شديد.
· يجب عدم اهمال مشاعر المريض ورغباته، ومساعدته عاطفياً وان كان ذلك بوجود العائلة، او باستدعاء طبيب نفساني لكي يُساعد المريض على المرور بمحنته.
متابعة سرطان الأمعاء الغليظة
بعد العلاج، من المهم متابعة حالات سرطان الأمعاء الغليظة. تستمر المتابعة لمدة سنين، والهدف هو ترصد الحالات التي قد تظهر مرة أخرى من سرطان الأمعاء الغليظة. غالباً ما تشمل المتابعة التالي:
· القيام بتنظير القولون بعد العملية الجراحية، ومن ثم مرة كل 3-5 سنين. اذا وجدت السلائل يُمكن استئصالها.
· القيام باختبار مؤشر CEA في الدم.
· القيام بالتصوير الطبقي المحوسب مرة كل سنة.
· زيارة الطبيب مرة كل 3-6 أشهر في البداية ومن ثم مرة كل سنة. خلال الزيارة سيقوم الطبيب بفحص جسدي ومن ثم يجب عرض نتائج الاختبارات. قد يُغير الطبيب برنامج المتابعة وفقاً للحالة.
تحري سرطان الأمعاء الغليظة
يُعتبر سرطان الامعاء الغليظة من الأمراض الشائعة التي تُصيب كبار السن. كما ان سرطان الأمعاء الغليظة يؤدي للوفاة في المراحل المتقدمة. نظراً لذلك تكمن أهمية كُبرى في اكتشاف سرطان الأمعاء الغليظة في المراحل المبكرة، وذلك من خلال اختبارات مُنتظمة لجميع الأشخاص لاكتشاف السلائل أو سرطان الأمعاء الغليظة وامكانية علاجه مُبكراً.
الاختبارات المُستخدمة للتحري هي:
· اختبار الدم الخفي في البراز: الاختبار هو فحص لوجود دم في البراز، الغير ظاهر للعين، بعد أن يُعطي المريض عينة من البراز. الا أن هذا الاختبار لا يستطيع اكتشاف جميع الحالات، وهو غير نوعي. رغم ذلك يتم اجراء الاختبار مرة كل سنة منذ سن الخمسين.
· تنظير المعي السيني (Sigmoidoscopy): اختبار مشابه لتنظير القولون، لكنه محدود للمعي السيني والذي يكون قبل المستقيم. يُجرى الاختبار مرة كل خمسة سنوات.
· تنظير القولون (Colonoscopy): الاختبار الأفضل والأكثر نوعية لتحري سرطان القولون والمستقيم. سلبيات الاختبار أنه قد يؤدي الى ثقب الأمعاء أحياناً قليلة. يُجرى مرة كل عشرة سنوات.
من المتفق عليه في العالم اجراء اختبارات التحري كالتالي:
· كل شخص لا يحمل أمراض وعوامل خطورة يتم اجراء اختبار الدم الخفي في البراز مرة كل سنة ابتداء من سن الخمسين، بالاضافة الى تنظير المعي السيني مرة كل خمس سنوات أو تنظير القولون مرة كل عشرة سنوات.
· مرضى داء الأمعاء الالتهابي: يتعلق بدء التحري ووتيرة اجراء الاختبارات بمدى الضرر الذي يُسببه المرض للأمعاء.
· في حال وجود التاريخ العائلي:
وجود سرطان الأمعاء الغليظة لدى احد الأقرباء بعد سن الستين: يجب القيام بتنظير القولون منذ سن الخمسين مرة كل 5-10 سنوات أو عشرة سنوات قبل الجيل الذي مرض فيه قريب العائلة.
وجود سرطان الأمعاء الغليظة لدى احد الأقرباء قبل سن الستين: يجب القيام بتنظير القولون منذ سن الأربعين مرة كل 5 سنوات أو عشرة سنوات قبل الجيل الذي مرض فيه قريب العائلة.
· مرضى داء السلائل القولوني (FAP- Familial adenomatous polyposis) عليهم القيام بتنظير القولون منذ سن 20-25 مرة كل سنة.