سَرَطانُ الرَّحِم هو السَّرَطان الذي يبدأ في الرَّحِم. يهتمُّ هذا البرنامج بالنوع الأكثر شيوعاً من سَرَطان الرَّحِم، وهو السَّرَطانةُ البِطانيَّة الرَّحِميَّة. تبدأ السَّرَطانةُ البِطانيَّة الرَّحِميَّة في بطانة
الرَّحِم الداخلية. تنتشر الخلايا السَّرَطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم عن طريق الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة. ويكون من المستحيل تحديدُ السبب الدقيق للإصابة بالسَّرَطان لدى مريضٍ بعينه عادةً. لكن هناك الكثير من عوامل الخطورة المعروفة فيما يتعلَّق بسَرَطان الرَّحِم. إذا ظهرت أعراض سَرَطان الرَّحِم على المريضة، فإنَّ الطبيبَ يحاول أن يعرف ما إذا كان سَرَطان الرَّحِم هو السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض، أو أنَّها ناتجةٌ عن سببٍ آخر. يستخدم الطبيبُ بعضَ الاختبارات من أجل تشخيص سَرَطان الرَّحِم، وهي فحص الحَوض، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية، وأخذ خَزعَة. والخَزعَةُ هي الطريقة الموثوقة الوحيدة لتشخيص سَرَطان الرَّحِم. إذا كانت المرأةُ مصابة بسَرَطان الرَّحِم، فإنَّ الطبيب يحدد المرحلة الذي بلغها هذا السَّرَطان. والهدفُ من تحديد المراحل هو محاولة معرفة إن كان السَّرَطان قد انتشر. وإذا كان قد انتشر، فإلى أيَّة أجزاء من الجسم. يُمكن أن تشتملَ معالجةُ سَرَطان الرَّحِم على الجراحة والمعالجة الشُّعاعيّة والمعالجة الكيميائية والمعالجة الهُرمونيَّة، أو إلى أي مزيجٍ من هذه الأساليب المختلفة في المعالجة. يكون سَرَطانُ الرَّحِم أكثر قابليةً للمعالجة إذا اكتُشف في مرحلةٍ مبكِّرة. يساعد هذا البرنامجُ على تكوين فهم أفضل لسَرَطان الرَّحِم ولسبل المعالجة المتوفِّرة. مقدِّمة
سَرَطانُ الرَّحِم واحدٌ من السَّرَطانات الشائعة لدى النساء. ويجري في كلِّ عام تشخيصُ نحو مائتي ألف حالة من سَرَطان الرَّحِم في مختلف أنحاء العالم. هناك نوعان لسَرَطان الرَّحِم: السَّرَطانُ البِطاني الرَّحِمي، والسَّرَطانة الرَّحِمية. ويركِّز هذا البرنامجُ التثقيفي على النوع الأكثر شيوعاً، ألا وهو السَّرَطانُ البطاني الرَّحِمي. يبدأ هذا السَّرَطانُ في بِطانة الرَّحِم، أي في الغلاف الداخلي للرَّحِم. كلَّما أمكنَ رصدُ سَرَطان الرَّحِم وتشخيصه ومعالجته في مرحلةٍ أبكر، ازدادت فرصُ نجاح المعالجة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل لسَرَطان الرَّحِم وسبل المعالجة المتوفِّرة.
الجهازُ الإنجابي عندَ المرأة
الرَّحِمُ جزءٌ من الجهاز الإنجابي عند المرأة. ويتألَّف هذا الجهاز الإنجابي من الأعضاء التي تشارك في عملية الإنجاب. تقع الأعضاءُ الإنجابية عند المرأة في منطقة الحَوض، بين المثانة والمستقيم. وتشمل هذه الأعضاء:
المَبيضين.
البوقين.
الرَّحِم.
عُنُق الرَّحِم.
المَهبِل.
الرَّحِمُ عضوٌ على شكل الإجاصة، وهو فارغٌ من الداخل. يبلغ طولُ الرَّحِم عشرة سنتيمتراتٍ تقريباً، وله ثلاث طبقات؛ تُدعى الطبقة الداخلية باسم بطانة الرَّحِم. تنمو بطانةُ الرَّحِم وتزداد سماكةً كلَّ شهر من أجل الاستعداد للحمل. أمَّا إذا لم تحمل المرأة، فإنَّ الرَّحِم يطرح هذه البطانة إلى خارج الجسم. وهذا ما يدعى باسم دورة الحَيض، أو الطَّمث. عندَ اقتراب المرأة من سن اليأس، أي من سن انقطاع الحيض، تصبح دوراتُ الحيض غير منتظمة، ثمَّ لا تلبث أن تتوقَّفَ بعد ذلك. ويبدأ سن اليأس، أو الإياس، عندما يتوقَّف المبيضان عن صنع الهرمونات وعن إطلاق البيوض. يتألَّف الرَّحِمُ من ثلاثة أجزاء: قاع الرَّحِم، وجسم الرَّحِم، وعنق الرَّحِم. إنَّ قاع الرَّحِم هو الجزء العلوي من الرَّحِم. وهو على هيئة قبَّة. ومن قمة الرَّحِم، يمتدُّ البوقان ويصلان بين الرَّحِم والمبيضين. عندَ إطلاق بيضة من أحد المبيضين، تهبط هذه البيضة إلى الرَّحِم عبر البوق، وهناك يُمكن أن يجري إخصابُها. الجزءُ الأوسط من الرَّحِم هو جسم الرَّحِم. وهو المكانُ الذي ينمو فيه الجنين. وأمَّا الجزءُ الضيِّق السفلي من الرَّحِم فهو عنق الرَّحِم؛ وعنقُ الرَّحِم هو الممرُّ الواصل بين الرَّحِم والمَهبِل. ينفتح المَهبِل على الوسط الخارجي بين الإحليل، وهو الفتحةُ الواصلة إلى المثانة، وبين المستقيم.
سَرَطانُ الرَّحِم
يتألَّف الجسمُ من خلايا صغيرة جداً. إن خلايا الجسم الطبيعية تنمو وتموت على نحوٍ مضبوط. في بعض الأحيان، تواصل الخلايا انقسامَها ونموها على نحوٍ غير مضبوط، ممَّا يسبِّب نمواً شاذاً يدعى باسم "وَرَم". إذا كان الوَرَمُ لا يغزو الأنسجة الأخرى في الجسم، فهو يدعى باسم "الوَرَم الحميد"، أي أنَّه نموٌّ غير سَرَطاني. إنَّ الأورامَ الحميدة غير خطيرة على الحياة عادةً. إذا قام الوَرَمُ بغزو الأنسجة القريبة والأجزاء القريبة من الجسم، فهو يدعى "وَرَماً خبيثاً"، أو سَرَطاناً. تنتشر الخلايا السَّرَطانية إلى أجزاء مختلفة من الجسم من خلال الأوعية الدموية والقنوات اللِّمفيَّة. اللمفُ هو سائل رائق شفاف ينتجه الجسم يقوم بإزالة الفضلات من الخلايا. وهو ينتقل عبرَ أوعية خاصة وعبر أجسامٍ على شكل حبات الفاصولياء تُدعى باسم العُقد اللِّمفيَّة. يُدعى السَّرَطانُ الذي ينتقل من أحد أنسجة الجسم إلى أجزاء أخرى من الجسم باسم "سَرَطان نَقِيّلي"؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن أن ينشأ سَرَطان الرحم ثم ينمو عبر الطبقة الخارجية للرحم فيصل إلى الأنسجة القريبة بعد فترة من الزمن. تُطلق أسماء على السَّرَطانات التي تنشأ في الجسم، وذلك اعتماداً على مكان نشوء هذا السَّرَطان. إنَّ السَّرَطان الذي ينشأ في الرَّحِم أوَّلاً يُدعى باسم سَرَطان الرَّحِم دائماً، حتَّى إذا انتقل إلى أماكن أخرى. السَّرَطانُ البطاني الرَّحِمي هو أكثر أنواع سَرَطان الرَّحِم شيوعاً. يبدأ هذا السَّرَطانُ في بطانة الرَّحِم. نادراً ما ينشأ السَّرَطانُ في عضلة الرَّحِم أو في الأنسجة الأخرى ضمن هذا العضو. وتُدعى هذه الحالاتُ باسم سَرَطانة الرَّحِم.
عواملُ الخطورة
يكون تحديدُ السبب الدقيق للسَرَطان عند مريضٍ محدد أمراً غير ممكن عادة. لكنَّنا نعرف ما يسبِّب السَّرَطان بشكلٍ عام. ويعرف الأطباء أيضاً "عوامل الخطورة" التي يُمكن أن تزيدَ من احتمالات الإصابة بالسَّرَطان. إنَّ من عوامل الخطورة المعروفة بالنسبة لسَرَطان الرَّحِم النموُّ الزائد الشاذ لبطانة الرَّحِم. وهذا ما يُدعى باسم فَرط تَنَسُّج بطانة الرَّحِم. تكون المرأةُ البدينة، أو السمينة، معرَّضةً أكثر من غيرها للإصابة بسَرَطان الرَّحِم. من الممكن أيضاً أن يوجدَ في تاريخ المرأة المتعلِّق بالإنجاب والحيض ما يزيد من مخاطر إصابتها بسَرَطان الرَّحِم. وتكون المخاطرُ أكبر إذا:
كانت دورات الحيض قد بدأت عند المرأة قبل أن تبلغ اثني عشر عاماً.
كانت المرأة لم تنجب من قبل.
استمرَّت دورةُ الحيض عند المرأة بعد تجاوزها خمسة وخمسين عاماً.
تكون مخاطرُ الإصابة بسَرَطان الرَّحِم أعلى عند النساء اللواتي يستخدمن هرمون الإستروجين وحدَه باعتباره علاجاً هرمونياً لانقطاع الحيض بعد سن اليأس، أي من غير تناول هرمون البروجستيرون معه، وذلك لسنواتٍ طويلة. إنَّ المرأةَ التي تتناول دواء تاموكسيفين للوقاية من سَرَطان الثدي أو لعلاجه ، تكون معرَّضةً لخطر الإصابة بسَرَطان الرَّحِم أكثر من غيرها. تزداد مخاطرُ الإصابة بسَرَطان الرَّحِم إذا كانت المرأة قد خضعت لمعالجة شعاعية في منطقة الحَوض. يُمكن أن يكونَ التاريخُ العائلي للمرأة مصدراً لعوامل خطورة من حيث الإصابةُ بسَرَطان الرَّحِم. إذا كانت والدةُ المرأة أو أختها أو ابنتها قد أصيبت بسَرَطان الرَّحِم، فإنَّ إصابتها بهذا المرض تصبح أكثر احتمالاً. كما أنَّ النساءَ في العائلات التي يكون لديها إصابات بالسَّرَطان القولوني المستقيمي، وهو ما يُدعى باسم "متلازمة لينش"، معرَّضات أكثر من غيرهنَّ لخطر الإصابة بسَرَطان الرَّحِم. لا يعني وجودُ عوامل خطر مرتفعة من حيث الإصابةُ بسَرَطان الرَّحِم أنَّ المرأةَ ستُصاب بهذا السَّرَطان. هناك نساء ليس لديهن عوامل خطورة، لكنهن يُصَبن بسَرَطان الرَّحِم.
الأعراض
إنَّ العرضَ الأكثر شيوعاً لسَرَطان الرَّحِم هو النزف المَهبِلي غير الطبيعي. قد يبدأ هذا النزفُ على شكل سائل مائي فيه قليل من الدم، ثم لا يلبث أن يزداد الدم فيه. إنَّ أيَّ نزف مَهبِلي يحدث بعد الحيض يعدُّ نزفاً غير طبيعي. الأعراضُ الشائعة لسَرَطان الرَّحِم هي:
نزف مَهبِلي غير طبيعي، أو تبقيع، أو مفرزات.
ألم أو صعوبة في التبوُّل.
ألم في أثناء الجماع.
ألم في منطقة الحَوض.
قد لا تكون هذه الأعراضُ ناتجةً عن سَرَطان الرَّحِم. ولذلك، يجب الحرصُ على استشارة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي الكامن خلف الأعراض.
التشخيص
الطريقةُ الأفضل لمعالجة سَرَطان الرَّحِم هي رصده في مرحلةٍ مبكِّرةٍ جداً. إذا ظهرت لدى المرأة أعراضٌ تشبِه أعراضَ سَرَطان الرَّحِم، فإنَّ الطبيبَ قادرٌ على تحديد إن كان السَّرَطان هو السبب الفعلي للأعراض أو أنها ناتجةٌ عن أسبابٌ أخرى. يطرح الطبيبُ أسئلةً عن التاريخ الطبي للأسرة، بالإضافة إلى التاريخ الطبي للمريضة. وقد يطلب إجراءَ فحوص للدم من أجل استبعاد وجود أسباب أخرى خلف الأعراض. كما يجري الطبيبُ فحصاً جسدياً أيضاً. يساعد فحصُ الحَوض الطبيبَ على تشخيص سَرَطان الرَّحِم. وهو يسمح له بالتحقُّق من حالة الرَّحِم والمَهبِل و الأنسجة القريبة بحثاً عن أيَّة كتل أو تغيُّرات في الشكل والحجم. يُمكن إجراءُ تصوير بالأمواج فوق الصوتية من أجل تشخيص سَرَطان الرَّحِم. تعتمد هذه الطريقةُ على أمواجٍ صوتية من أجل تكوين صور للرحم و الأنسجة القريبة منه، حيث قد تستطيع هذه الصورُ إظهارَ سَرَطان الرَّحِم. يُمكن إجراءُ التصوير بالأمواج فوق الصوتية عن طريق المَهبِل من أجل الحصول على صورةٍ أفضل للرحم. وفي هذه الطريقة، يجري إدخال مِسبار في المَهبِل. يطلق هذا المِسبار أمواجاً صوتية يشكِّل صداها صورةً لأعضاء الجسم الداخلية (الأحشاء). الخَزعَةُ هي استخراج بعض الخلايا أو جزء من النسيج من أجل فحصها من قبل طبيب التشريح المرضي. يقوم هذا الطبيبُ بدراسة النسيج تحت المجهر بحثاً عن الخلايا السَّرَطانية. إنَّ الخَزعَةَ هي الطريقة الموثوقة الوحيدة للتأكُّد من وجود الخلايا السَّرَطانية. إذا أمكنَ العثورُ على خلايا سَرَطانية، فإنَّ طبيبَ التشريح المرضي يدرس عيِّنة النسيج المأخوذة من الرَّحِم بوساطة المجهر من أجل تحديد المرحلة التي بلغها السَّرَطان. إن معرفة المرحلة هي ما يحدِّد مدى شذوذ الخلايا السَّرَطانية ومدى ميلها إلى الانتشار إلى أماكن أخرى. تكون السَّرَطاناتُ في مراحلها المتقدمة أسرع نمواً من السَّرَطانات في مراحلها الأولى.
تحديدُ المراحل
إذا كانت المرأةُ مصابة بسَرَطان الرَّحِم، فإنَّ الطبيب يحدد المرحلة التي بلغها هذا السَّرَطان. وتحديدُ المراحل هو محاولة معرفة إن كان السَّرَطان قد انتشر. وإذا كان قد انتشر فعلاً، فإلى أيَّة أجزاءٍ من الجسم قد انتشر. يجري تحديدُ المراحل من خلال الترقيم من 1 إلى 4. ويشير انخفاضُ الرقم إلى المراحل الأولى من السَّرَطان. إن تحديد المراحل أمرٌ مهم لتقرير الأسلوب الأفضل للمعالجة. عندَ تحديد المرحلة التي بلغها السَّرَطان، يسعى الطبيب إلى معرفة ما يلي:
هل بدأ الورم يغزو عضلة الرحم؟
هل بدأ الوَرَم يغزو الأنسجة المجاورة؟
هل انتشر السَّرَطان؟ وإذا كان قد انتشر، فما هي أجزاء الجسم التي انتشر إليها؟
إذا أمكن تشخيصُ سَرَطان الرَّحِم لدى المرأة، فإنَّ هناك اختبارات يستطيع الطبيب إجراءها لمساعدته على تحديد الأماكن التي انتشر السَّرَطان إليها، إذا كان قد انتشر. هناك فحوص مختبرية قادرة على المساعدة في معرفة إذا كان السَّرَطان قد انتشر. يستطيع اختبارُ لطاخة بابا نيكولاو أن يبيِّنَ إذا كانت الخلايا السَّرَطانية قد انتشرت في منطقة الحَوض. وتستطيع اختباراتُ الدم أن تبيِّن إن كان عمل الكليتين والكبد يسير على ما يرام، وإن كانت هناك مستوياتٌ مرتفعة من "CA-125" التي تشير إلى وجود السَّرَطان. يعدُّ تصويرُ الصدر بالأشعَّة السينية مفيداً لمعرفة إن كان سَرَطان الرَّحِم قد انتشر إلى الرئتين أو إلى منطقة الصدر. والأشعةُ السينية هي إشعاع مرتفع الطاقة يستطيع النفاذَ عبر الجسم، ثم يسقط على لوحةٍ حساسة فتتشكَّل الصورة. يُمكن أن تظهرَ الأورامُ باستخدام التصوير المقطعي المحوري. وهو تصويرٌ بآلةٍ لإصدار الأشعَّة السينية تكون مرتبطة بالحاسوب. يجري في هذه الطريقة التقاطُ سلسلة من الصور التفصيلية لأعضاء الجسم. وقد تُعطى المريضةُ حقنةً من مادةٍ تباينية (ظليلة) لجعل المناطق الشاذة أكثر وضوحاً. يُمكن أيضاً استخدامُ التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور تفصيلية لبعض المناطق داخل الجسم. يستخدم هذا التصويرُ مغانِط قوية من أجل تكوين صور لداخل الجسم. وقد تُعطى المريضةُ حقنةً من مادةٍ تباينية (ظليلة) لجعل المناطق الشاذة أكثرَ وضوحاً. في معظم الحالات، تكون الجراحةُ ضروريةً لمعرفة المرحلة التي بلغها السَّرَطان. يقوم الطبيبُ الجرَّاح باستئصال الرَّحِم، كما يستخرج أيضاً عيِّنات من الأنسجة المحيطة في منطقة الحَوض والبطن.
المعالجة والرعاية الداعمة
يعتمد نوعُ المعالجة المستخدمة على نوع السَّرَطان والمرحلة التي بلغها، إضافةً إلى سن المريضة وحالتها الصحية. قد تعتمد معالجةُ سَرَطان الرَّحِم على الجراحة أو المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكيميائية أو المعالجة الهرمونية ، أو على مزيج من هذه الأساليب كلها. الجراحةُ هي النوع الأكثر شيوعاً من أنواع المعالجة بالنسبة للنساء المصابات بسَرَطان الرَّحِم. يُمكن اللجوءُ إلى استئصال الرَّحِم، وذلك عندما يقوم الجراح بإزالة الرَّحِم وعنق الرَّحِم و الأنسجة المجاورة. ومن الممكن أن يزيلَ الجرَّاح أيضاً البوقين والمبيضين والعقد اللِّمفيّة القريبة منهما، إضافةً إلى جزءٍ من المَهبِل أيضاً. تعدُّ المعالجةُ الشُّعاعيّة أحدَ خيارات معالجة مختلف مراحل سَرَطان الرَّحِم، وقد تُستخدم قبل الجراحة أو بعدها. ومن الممكن استخدامها لدى المريضات اللواتي لا يستطعن إجراء عملية جراحية. تستخدم المعالجةُ الشُّعاعيَّة أشعةً مرتفعة الطاقة لقتل الخلايا السَّرَطانية ومنع نموها وانتشارها. تأتي الأشعةُ في المعالجة الشُّعاعيَّة الخارجية من آلةٍ تقوم بتوجيه هذه الأشعَّة إلى منطقة محددة من مناطق الجسم. تستخدم المعالجةُ الشُّعاعيّة الداخلية سوائل مشعَّة من أجل معالجة مناطق محددة في الجسم. يجري هذا عن طريق وضع أسطوانة صغيرة تحوي السائل المشع. تُوضَع هذه الأسطوانة في المَهبِل. يُمكن اللجوءُ إلى المعالجة الكيميائية بعد الجراحة، وقد تُستخدم وحدها أو بالترافق مع المعالجة الشُّعاعيَّة. إنَّ المعالجة الكيميائية هي استخدام أدوية من أجل قتل الخلايا السَّرَطانية، حيث يجري حقنُ هذه الأدوية عبر الوريد عادةً. تدخل المادة الدوائية إلى الدم فتبلغ الخلايا السَّرَطانية في أي مكانٍ من الجسم. يُمكن استخدامُ المعالجة الهُرمونيَّة لدى النساء في المراحل المتقدمة من سَرَطان الرَّحِم، أو لدى النساء في المراحل الأولية من هذا السَّرَطان، اللاتي يحرصن على استمرارهن على الإنجاب. يكون استخدامُ المعالجة الهُرمونيَّة ممكناً إذا أظهرت الاختبارات والفحوص أنَّ الورم الموجود في الرَّحِم يحتاج إلى الهرمونات حتى ينمو. ومن أجل معاكسة عمل الهرمونات المؤدية إلى نمو الورم، يجري إعطاءُ المريضة هرمونات أخرى. إن الدواء الأكثر استخداماً في المعالجة الهُرمونيَّة هو أقراص البروجستيرون. إنَّ سَرَطان الرَّحِم ومعالجته يُمكن أن يقودا إلى مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى. ولذلك، من المهمِّ أن تتلقى المريضة الرعاية الداعمة قبل معالجة السَّرَطان وخلال هذه المعالجة وبعدها. إنَّ الرعاية الداعمة هي معالجةٌ تهدف إلى ضبط الأعراض وتخفيف الآثار الجانبية للمعالجة، إضافةً إلى مساعدة المرأة على التلاؤم مع مرضها من الناحية النفسية. كما تهتمُّ الرعايةُ الداعمة أيضاً بتخفيف الألم المرافق للسَرَطان، وبمعالجة هذا الألم. يُمكن أن يقترح الطبيب، أو الطبيب المختص بضبط الألم، الطرقَ المناسبة لإزالة الألم أو لتخفيفه.
الخلاصة
سَرَطانُ الرَّحِم نوعٌ شائعٌ من السَّرَطانات التي تصيب النساء. ويجري في كلِّ عام تشخيصُ نحو مائتي ألف حالة من سَرَطان الرَّحِم في مختلف أنحاء العالم. كلَّما جرى رصد سَرَطان الرَّحِم وتشخيصه ومعالجته في وقتٍ أبكر، ازدادت فرصُ نجاح المعالجة. قد تشمل معالجةُ سَرَطان الرَّحِم الجراحةَ والمعالجة الإشعاعية والمعالجة الكيميائية والمعالجة الهُرمونيَّة، أو مزيجاً من هذه المعالجات. لقد أدَّت الأبحاثُ إلى حدوث تطوُّرات طبية تستطيع مساعدة المرضى في العيش فترةً أطول. وتتواصل الأبحاثُ والدراسات من أجل العثور على طرقٍ أفضل من أجل العناية بمريضات سَرَطان الرَّحِم.