سرطانُ الأمعاء
Bowel cancer هُو مُصطلَحٌ عامّ يُستخدَم لوصف السرطان الذي يبدأ في الأمعاء الغليظة large bower؛ واستِناداً إلى الموضع الذي يبدأ فيه السرطان، يُسمَّى سرطانُ الأمعاء أحياناً بسرطان القُولون colon cancer أو سرطان المُستقِيم rectal cancer.
يُمكن أن يبدأَ السرطانُ في الأمعاء الدقيقة small intestine أحياناً، ولكن يُعدُّ هذا النَّوعُ من السَّرطان أكثرَ نُدرةً من سرطان الأمعاء الغليظة.
يُعدُّ سرطانُ الأمعاء من الحالات الشائِعة في بعض بُلدان العالم؛ فمثلاً يُشخَّص حوالي 40 ألف حالة جديدة من هذا السرطان في بريطانيا كلَّ عام.
العلامات والأعراض
تنطوي الأعراضُ الرئيسيَّة الثلاثة لسرطان الأمعاء على وجود دمٍ في البراز وتغيُّراتٍ في التغوُّط، مثل كثرة الخُروج أو التبرُّز وأن يُصبح البراز أكثرَ رخاوةً، وألمٍ في البطن؛ ولكن تُعدُّ هذه الأعراضُ شائعة جداً ولا تعني أنَّ من يُعاني منها لديه سرطان الأمعاء بالضرورة؛ فمثلاً، يشيع خروجُ دمٍ مع البراز عندَ الإصابة بالبواسير hemorrhoids، كما قد يكون التغيُّرُ في عادات التغوُّط أو الألم في البطن أيضاً بسبب شيءٍ تناوله الإنسان عادةً.
نظراً إلى أنَّ حوالي 9 من كل 10 أشخاصٍ يُعانون من سرطان الأمعاء هُم في عُمرٍ أكبر من 60 عاماً، تُصبِحُ هذه الأعراضُ مهمَّةً أكثر مع تقدُّم الإنسان في العُمر، خُصوصاً إذا استمرَّت بالرغم من استخدام طُرق المُعالجة البسيطة.
تظهر التوليفةُ التالية من الأعراض عند مُعظم الأشخاص الذين تُشخَّص إصابتهم بسرطان الأمعاء في نِهاية المطاف:
تغيُّر مُستمر في عادات التغوُّط يجعلهم يستخدمون المرحاضَ أكثر من المُعتاد، مع خروج براز أكثر رخاوةً مع دمٍ عليه أو في داخِله عادةً.
تغيُّر مُستمرّ في عادات التغوُّط من دون دم في البراز، ولكن مع ألمٍ في البطن.
دم في البراز من دون أعراض أخرى للبواسير، مثل التقرُّح أو الانزِعاج أو الألم أو الحكَّة أو وجود كتلة مُتدلِّية للأسفل خارج الشرج.
ألم في البطن أو انزِعاج أو تطبُّل bloating يُحرِّضه الأكل دائماً، ويُؤدِّي أحياناً إلى تناوُل كميَّةٍ أقلّ من الطعام ونقص في الوزن.
يُمكن أن تكونَ أعراضُ سرطان الأمعاء غيرَ واضِحة، ولا تجعل الشخص يشعر بالمرض بالضرورة.
متى تجِبُ استِشارة الطبيب؟
تجِبُ استِشارةُ الطبيب عند مُلاحظة الأعراض والعلامات المذكورة سابِقاً، حيث من المُحتَمل أن يقومَ بفحصٍ بسيطٍ للبطن والشرج للتأكُّد من عدم وُجود كُتَل؛ كما قد يطلب أيضاً إجراء اختِبارٍ بسيطٍ للدمِ للتحرِّي عن فقر الدَّم بسبب نقص الحديد، حيث يُمكن أن يُشيرَ إلى ما إذا كان هناك أي نزف من الأمعاء لا يدري به الشخص.
ربَّما يطلب الطبيبُ في بعض الحالات أن يخضع الشخصُ إلى اختِبارٍ بسيطٍ في المُستشفى للتأكُّد من عدم وُجود سبب خطير للأعراض، وهنا يجب التذكير بضرورة مُراجعة الطبيب إذا استمرَّت الأعراض أو عادت للظهور من جديد بعدَ التوقُّف عن المُعالجة، وبغض النظر عن شدَّتها أو عُمر الشخص.
من يُواجِه خطر سرطان الأمعاء؟
لا يُعرَف السببُ الدَّقيق لسرطان الأمعاء، ولكن هناك عدد من الأشياء التي يُمكن أن تزيدَ من خطر هذا المرض، وتنطوي على:
· العُمر، حيث تحدُث 9 حالات لسرطان الأمعاء من كل 10 حالات عندَ الأشخاص في عُمر 60 عاماً وأكبر.
· النِّظام الغذائيّ، فالنظام الغذائيّ الغنيّ باللحوم الحمراء أو المُصنَّعة والفقير بالألياف يُمكن أن يزيدَ من خطر سرطان الأمعاء.
· وزن البدَن، حيث يشيع سرطان الأمعاء بين أصحاب الوزن الزائد أو الذين يُعانُون من البدانة.
· التمارين، فالخُمول يزيد من خطر الإصابة بهذا السرطان.
· الكُحول والتدخين، فمُعاقرة الخمرة والتدخين قد يزيدانِ من فُرَص الإصابة بسرطان الامعاء.
· التاريخ العائلي، فوُجود قريب (أم أو أب أو أخ أو أخت) أُصِيب بسرطان الأمعاء، في عُمر دون 50 عاماً من العُمر، يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.
يُواجه بعضُ الناس زِيادةً في خطر سرطان الأمعاء لأن لديهم حالةً أخرى تُؤثِّرُ في الأمعاء خلال فترة زمنية طويلة، مثل داء كرون التقرُّحي الشَّديد severe ulcerative Crohn’s disease.
فُحوصات التحرِّي عن سرطان الأمعاء
تنطوي فُحوصاتُ التحرِّي عن سرطان القولون على:
· اختبار الدم الخفيّ في البراز faecal occult blood test، حيث يتحرَّى هذا الاختِبارُ عن الدَّم في عيَّنات البراز كعلامة مُبكِّرة عن سرطان الأمعاء، ويُمكن القيام بهذا الاختِبار في المنزل، ويُنصَح به لمن تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 74 عاماً، سواءٌ أكانوا من الرِّجال أم النِّساء.
· تحرِّي الأمعاء بالتنظير bowel scope screening، وهو اختبار إضافي يُنصَح به من هم في عُمر 55 عاماً، وينطوي على استخدام أداةٍ رقيقة ومرِنة لتفحُّص الجزء السفليّ من الأمعاء وللتخلُّص من أيَّة سلائِل (بوليبات polyps) صغيرة يُمكنها أن تتحوَّل إلى سرطان.
تُمارِسُ فُحوصاتُ التحرِّي دوراً مهمَّاً في مُحارَبة سرطان الأمعاء لأنَّها تُساعِدُ على التحرِّي عنه قبل أن يُسبِّب أيَّة أعراض واضِحة، ممَّا يزيد من فُرص النجاة من هذه الحالة.
المُعالَجة والمآل
يُمكن مُعالجةُ سرطان الأمعاء باستِخدام توليفةٍ من طُرقٍ مُختلِفة في العلاج، وذلك استِناداً إلى موضع السرطان في الأمعاء ومدى انتِشاره، وتنطوي طُرق المُعالجة الرئيسيَّة على:
· الجراحة: حيث يُستأصل الجزءُ الذي أصابه السرطان، وهي أكثر أكثر الطُرق فعَّالية لعلاج سرطان الأمعاء، وهي ما يحتاج إليه مُعظم المرضى.
· العِلاج الكيميائيّ: حيث تُستخدَم أدوية للقضاء على خلايا السرطان.
· العِلاج الإشعاعيّ: حيث تُستخدم الأشعَّة للقضاء على خلايا السرطان.
· طُرق المُعالجة البيولوجيَّة: وتنطوي على أنواعٍ جديدة من الأدوية التي تزيد من فعَّالية العلاج الكيميائيّ، وتمنع انتِشار السرطان.
وكما هُي الحالُ بالنسبة إلى مُعظم أنواع السرطان، تستنِدُ فُرص نجاج العلاج إلى مدى استفحال الحالة عند تشخيصها؛ فإذا كان السرطان مُقتصراً على الأمعاء، تكون الجراحةُ قادرة على استئصاله بشكلٍ كامل عادةً.
بشكلٍ عام، سيتمكَّن ما يتراوَح بين 7 إلى 8 أشخاص من كل 10 يُعانون من سرطان الأمعاء من العيش لفترةٍ لا تقلّ عن 5 سنوات بعدَ تشخيص الإصابة؛ وسيعيش أكثر من نصف الذين شُخِّصت إصابتهم لعشر سنوات أخرى على الأقلّ، ولكن يقضى حوالي 16 ألف شخص نحبَهم سنوياً بسبب سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة على سبيل المثال